الجشع هو عبارة عن رغبة جامحة لامتلاك الثروات أو السلع أو الأشياء ذات القيمة المطلقة بغرض الاحتفاظ بها للذات، بما يتجاوز احتياجات البقاء والراحة بكثير.
وهو يسري على الرغبة الطاغية والبحث المستمر عن الثروة والمكانة والسلطة. وايضا هو الهوس بامتلاك جميع الثروات والسلع لابهار المجتمع المحاط بناالأنسان هو خليط متماسك من الجشع والحب والكره والطغيان والرحمةعندما كنت صغيراً كان اكبر احلامي ان احصل على السيارة التي بلا واير او (السيارة اللاسلكية) ذات التحكم عن بعد وضل هذا حلمي حتة اصبحت في الرابعة عشر من عمري الى ان جلبها لي ابي بمواصفات تفوق الحلم الذي كنت احلم به ولكن عندما امتلكتها اصبحت رغبتي وشغفي وحبي لها تنعدم شيئاً فشيئاً حتى مرت اربع سنوات اصبحت لا قيمة لها بالنسبة لي واعطيتها لشخص ما.اصبح حينها حلمي امتلاك لابتوب بمواصفات عالية لكي انجز تصاميمي بشكل اسرع وبالفعل جلب لي ابي اغلى لابتوب في السوق ولكن ما جعلني اشعر بالصدمة هو ان رغبتي وحبي له قد انتهى فور حصولي عليهوتطورت احلامي واصبح حلمي هو ان اشتري مايك لأغني الراب وكان ابي يمنعني ويحذرني من دخول هذا المجال لأنه لا يليق بي او بعائلتي وكان اذا سمعني اتحدث بهذا الشأن يوبخني بشكل رهيب وكل ما كان يبعدني عن الراب يزداد حبي له بشكل اكثر حتى مرت اكثر من 8 سنوات واستطع ان اشتري اول مايك من اموالي الخاصة التي عملت واجتهد لكي اجمعها وجلبت المايك بسعر غالي جداً .. لقد كان سعره يضاهي سعر لابتوبي الذي امتلكه
وكنت انضر اليه وكأنني انضر الى حلم طال انتضاره
وهو الان قد تحقق امام عيني وكنت دائما افكر بلحضة انعدام الرغبة وانتضر اللحضة التي ستنعدم رغبتي بهذا المايك ولكن المفاجأة لم تأتي هذه اللحضة.بل وحتى هذه اللحضة اشعر بأنه اجمل شيئ امتلكته ولكنني اكتشفت شيئاً لم يكن يطرأني من قبل
اكتشفت ان السيارة التي اشتراها لي ابي هي لم تكن من اموالي وتعبي ولم اشعر بقيمتها لأنني لم ادفع شيئاً من ثمنهاواكتشفت ايضاً بأن اللابتوب الذي اشتراه لي ابي هو ايضاً لم يكن من تعبي بل كان بتعب ابي ومن امواله ولكن المايك كان من الاموال التي تعبت بها وخصوصاً كان سعره يكفي لأن اعيش به لمدة شهرين … لقد كان نتيجة مجهودي وتعبي.
وهنا عرفت قيمة الحلم الذي يتحقق من دون تعب ولا مجهود والحلم الذي تحققه بنفسك حتى لو طال انتضاره
لذلك يُقال ان الذي لا يعمل ويترك له ابيه اموال كثيرة سوف يتلفها كلها ويعود الى نقطة الصفر … النقطة التي بدأ منها ابيه … لأنه لم يشعر بقيمتها او تعبهانقطة الصفر او نقطة اللاشيئ هي النقطة التي بدأت بها حياتنا وبدأ بها حلمنا وبدأ بها يومنا ويبدأ بها كل شيئ بلا استثناءوبعدها اصبح حلمي فتاة … ولكن الحياة قد لا تكون عادلةوبعدها اصبح شغفي تزويد عقلي بمعلومات جديدة .. وبدأت استمع الى محاضرات مختلفة ودروس واقرأ بعض التقارير العلمية منها والدينية والفيزيائية وغيرها واكتشفت ان الشغف له علاقة كبيرة بالحلم … لأن الحلم هو ان تتمنى ان تحصل على شيئ وعند حصولك عليه تريد ان تحصل على شيئ آخر قد يكون اثمن او اكبر او ما شابه والعلم هو ان تزود نفسك بمعلومات تثقفك وتزيد من علمك وكلما حصلت على المزيد من العلم شعرت بجهلك اكثر حتى تصل الى مرحلة تريد ان تعرف كل شيئ وتبدأ تسأل نفسك أسألة لم تطرأ علىك يوماً ما وتتعلم وتتعلم وتتعلم وكلما تعلمت اكثر تشعر بأنك تريد المزيد ولم تكتفي بهذا القدر … شعرت بأن دراستي في المدرسة هي لا شيئ … وان الجامعة هي مجرد نقطة في بحر لا نهاية له.
الشغف والحلم هما شيئ واحد ولكن كلٍ منهما يسلك طريقاً بأتجاه مختلف
ولكن يمكننا ان نجعلهما ان يسلكان نفس الطريق بالحكمة والحنكة