كيف لليلة واحدة ان تدوم لسنوات طويلة؟
ماجد علاء
لقد كان يوم الجمعة، يوم الثالث عشر من شهر يناير. حيث ولدت في اليوم الثالث عشر من نوفمبر، وقابلتها لأول مرة في اليوم
الثالث عشر من ديسمبر وتركتها في اليوم التاسع من جولاي
ولماذا أضلم نفسي واقول تركتها!
سأجمع كل شجاعتي وأقول بأنها هي من تركتني .. نعم هي من فعلت هذا الفعل الشنيع وليس انا
إن ليلة الوداع لم تنتهي على الاطلاق، وكأن الزمن والتوقيت قد توقف منذ حينها
لا اعلم ما هي صدفة اليوم الثالث عشر، حيث ان تاريخ ميلادي ايضاً في اليوم الثالث عشر من شهر نوفمبر، وكأنه يوم نزلت فيه اللعنة وولد فيه البائسون
كان وقت الغروب، او ما بعد العصر، ذهبت انا واخي لمنزلنا القديم لكي نجمع ما تبقى من اغراضنا لننقلها لمنزلنا الجديد
فأول ما قمت به عند وصولي لمنزلنا القديم هو ذهابي لغرفة أختي باحثاً عن رسائلها القديمة منذ صغرها، عندما كانت تكتب لي الرسائل الورقية، نعم فأنا رجل كلاسيكي احب الأشياء الكلاسيكية، فدائما ستجدون عندي اوراق ورسائل ورقية محتفضاً بها منذ سنين حيث أنني مؤمن بأن كل شيء يزول وهذه الرسائل ستبقى
…
بعد انتهائي من غرفة اختي المتواضعة ذهبت الى موضعي، حيث اعيش بتلك الزاوية الكئيبة لأرتب الأغراض وانقلها
فلمحت ان هناك مياه على الأرض وطين واوراقاً لي ودفتري
ولكنني لم اكن ادرك ماهي تلك الاوراق، اما الدفتر فهو رواية اكتبها منذ سنين، رواية لا اتمنى نشرها، فكلما حاولت نشرها اتراجع لأنني اعلم مافي داخلها لن يستوعبه العقل البشري
ذهبت حاملاً الأوراق لافتحها …..
لقد كانت مبللة بالماء … اوراقي مبللة بالماء والطين
اهم ثلاث اوراق في حياتي كانت متسخة،
لقد كانت صورتان لها والورقة الثالثة هي رسم بالقلم الرصاص، حيث كانت اول وآخر رسمة ارسمها في حياتي، لقد رسمتها في عمان عاصمة الأردن .. رسمتها بكل حب وتفاني، لقد وضعت كل مشاعري بهذه الرسمة .. بالنسبة لي لم تكن مجرد رسمة عادية بل كانت جزءاً من حياتي قد يُنهيني ولا ينتهي
نضرت للأوراق بصدمة عميقة ..
لقد فقدت احساسي وادراكي
لا اعلم ماذا حدث لي تحديداً ولكن فجأة انتبهت بأن الأنوار قد اضائت ..
اكتشفت حينها بأن الكهرباء قد انقطعت ومن ثم عادت وانا لم اشعر بها قط
لقد كنت انضر للصور بحزنٍ عميق للحد الذي افقدني احاسيسي وادراكي بما حولي
حملت الاوراق الثلاث والدفتر وشعرت بثقل رهيب وكأنني مرهق تماماً او كأنني احمل وزنناً رهيباً لا يمكنني تحمله
كيف لليلة الوداع ان تستقر في حياتي كأستقرار الكواكب حول الشمس؟
لا هي سعيدة في حياتها، ولا أنا سعيد!
لا اعلم كيف تجرأت وتزوجت وتركت أنساناً احبها اكثر من حب امها لها
سأواجهها يوم القيامة، سوف اشتكي لله عليها ومن ثم سأطلب من الله ان يسامحها ولكنني بحاجة ان اشتكي عليها لأفرغ ما في كاحلي، فأنا اشعر بالتعب والأرهاق منذ سنين