يومياتي – 0001
في هذا اليوم المؤثر يوم 15/01/2024، تحدث لي والدي أخيرًا بعد أيام من السخط الصامت.
كان ثقل الحزن يثقل كلماته، وكل مقطع لفظي كان ينحت في جوهر وجودي. ظل الحزن غير المعلن عالقًا في الهواء، وثقلًا واضحًا تردد صداه بداخلي أثناء حديثه.
ولم يكشف صراحة عن مصدر حزنه، لكنه بدلاً من ذلك قدم النصيحة. ان اهتمامه بي يعكس اهتمامي به. واتجهت المحادثة نحو الصلاة، حيث أكد أنها تحمل مفتاح خلاصي.
ثم، بشكل غير متوقع، طرح موضوع الطباعة الورقية الغزيرة، لأنني في الأيام الماضية كنت اطبع أوراق كثيرة وسألني عما إذا كنت أطمح إلى اجتياز أراضٍ أجنبية. إيطاليا، العالم الذي كان يقبع في أعماق أحلامي، انسكبت من شفتي صراحة الحديث بلا خجل وبكل صدق. وردا على ذلك، قدم التشجيع والدعم الذي لا يتزعزع.
وحثني قائلاً: “تقدم بطلب للحصول على التأشيرة غداً، وإذا كنت بحاجة إلى أي شيء، سأكون هناك لمساعدتك”.
لاحقًا، بينما كنت أتجول أنا وخالي محمد في متاهة الحياة، قال كلمات اخترقت روحي. وروى لقاءً مع والدتي الباكية، التي كشفت عن نداء والدي إلى الله من أجل صهر يعامله بشكل لطيف على عكس المعاملة التي أظهرناها أنا وأخي في الأيام الماضية. شعرت بتحول زلزالي بداخلي، شعور ساحق بكراهية الذات وعدم الأهمية.
لقد شهقت، وكنت على وشك البكاء، ومع ذلك حافظت على رباطة جأشي في النظرة العامة. وكان خالي يحاول مواساتي مؤكداً على طيب والدي الذي لا مثيل له. أجبت على ذلك وداويت روحي المجروحة. شرحت أن انزعاجي من والدي لم ينبع من ضغوط الأبوة فحسب، بل من براثن مرض السكري الخبيثة. مرض يتجاهله، ويتناول الحلويات بشراهة، وكأنه محصن ضد العواقب. إنه يهمل نفسه، غافلاً عن حقيقة أننا أيضًا نهتم به بشدة كما يفعل هو اتجاهنا ويهتم بنا.
قلت متأسفًا: “إنه قادر على الشفاء، لكنه يقاوم”. “أليس هذا شكلاً بطيئًا ومتعمدًا من تدمير الذات؟ ألا يفهم أن إهماله هو نداء صامت للمساعدة؟”
نصحني خالي بمواجهته، لسد الفجوة التي تتسع مع كل لحظة صمت. وهكذا، تعزز إصراري على التحدث مع ابي، وفك التعقيدات التي تقيدنا.
في وقت لاحق من ذلك المساء، بينما كنا نتناول وجبة الطعام، استدعت أخي الأصغر. تناولنا العشاء معًا، وكانت واجهة الحياة الطبيعية تغلف قلوبنا المضطربة.
لأول مرة في حياتي، أصارع حزنًا غير مألوف، ناتج عن كلمات والدي ودموع أمي. وسط هذه العاصفة العاطفية، أصبحت أهمية حضور خالي واضحة للغاية، لقد ظهر كمنارة للحكمة والعزاء.
في هذا المزيج المضطرب من المشاعر، أجد نفسي أبحر في مياه مجهولة، وقلبي متشابك في شبكة من المشاعر المتضاربة.