يا صغيرتي التونسية الجميلة، يا حبيبتي، يا أنا… كم مرة يجب أن أخبرك أنني أحبك؟ ليس لأجلك أنت، بل لأجلي أنا، لأني أبحث في كل كلمة عن وسيلة لتفريغ هذا الطوفان الذي يغمرني.
أشعر وكأنني في معركة مع الحروف، كل حرف من الأحرف الأبجدية وبجميع اللغات يهرب من قبضتي، يخشى أن لايستطيع وصف ما في داخلي. وكأن الأبجدية العربية، بكل عظمتها وبلاغتها، تقف عاجزة أمام سطوة هذا الشعور. أليس غريبًا؟ أن كل الكلمات، مهما تكدست، تظل قاصرة عن ترجمة ما أعيشه.
عندما أكون معك، أشعر أن الزمن يتلاشى، الساعات تتخلى عن دورها، العقارب تتوقف في خجل. كأن الكون بأسره يأخذ استراحة قصيرة ليمنحني تلك اللحظة معك، وكأن الرياح نفسها تتآمر معي، لتهمس لك، بلطف، عن حبّي العميق.
حتى الأرض تحت أقدامي، أشعر أنها تحاول سرقة الكلمات التي تتساقط مني دون قصد، وكأنها تعرف أنها أثمن من أن تُنطق.
أحبك… أحبك… مليون مرة، ثم مليار مرة، وحتى بعد هذا، أشعر بالعجز أمام حقيقة هذا الحب.
يا مريم، قلبي لا يملك سوى أن يردد اسمك، مع كل نبضة، وكأنها تعزف لحنًا لا ينتهي.