يا مريومتي، يا قصيدة الحب التي لم يكتبها أعظم الشعراء، يا أسطورة الجمال التي أرهقت عقول الفلاسفة، يا امرأة خُلقت من ضوء القمر ومن وهج النجوم، أتعلمين أن اليومين الماضيين كانا أشبه بعقود من الزمن، وكأن الساعة ترفض أن تمضي، وكأن العالم بأسره توقف عن الدوران، لكنه توقف لأنه يدرك أن قلبي لم يعد ينبض إلا بنبضات اسمك.
يا مريم، وجودك ليس مجرد حياة؛ إنه انبعاث من رماد، ميلاد جديد لعالم كنت أظنه قد انطفأ. صوتك هو سيمفونية تتناغم معها روحي، ضحكتك هي شمس تُشرق لتزيح غيوم الحزن عن سمائي، وعيناك هما مجرتان تدور فيهما أحلامي، فأنا كوكب صغير يدور في مدارك، يستمد نوره وقوته منك.
أتعلمين يا حبيبتي، لو أن العالم فقد شمسَه وقمره، لو أُطفئت كل النجوم وسكنت الرياح، لبقيتِ وحدكِ أنتِ النور الذي يهديني، الدفء الذي يحضنني، والهواء الذي أتنفسه. أنتِ لست مجرد امرأة، أنتِ كونٌ قائم بذاته، بحرٌ من الأحاسيس لا ساحل له، أغنية خالدة لا تنتهي أبدًا.
أخجل أن أقول لكِ “أنتِ جميلة”، لأن كلمة كهذه تبدو فقيرة أمام عظمة حضورك. جمالك ليس مجرد مظهر، بل هو عطر روحك، ودفء قلبك، ورقة كلماتك. أنتِ تونسيةٌ كما الأرض التي تنبت الزهر من صخورها، قويةٌ كجبالها، ساحرةٌ كبحرها، وناعمةٌ كنسيمها.
يا مريم، لو كنتِ معي منذ بدايات عمري، لكنتِ اليد التي تمسك بيدي وأنا أخطو أولى خطواتي، والكتف الذي أستند إليه في لحظات ضعفي، والنور الذي يقودني إلى أعظم نسخ نفسي. معكِ، يا حبيبتي، أشعر وكأني قادر على مواجهة العالم بأسره، وكأن لا شيء مستحيل، فأنتِ تعطيني قوة لا أستطيع تفسيرها، وتُشعلين داخلي شغفًا لا ينطفئ.
أحبكِ، كلمة تبدو ضئيلة أمام ما أشعر به، لكنها الوحيدة التي أملكها لأصف لكِ عظمة مكانتكِ في قلبي. أنتِ القصيدة التي أكتبها بدمعي، اللوحة التي أرسمها بأنفاسي، الحلم الذي لا أريد أن أستيقظ منه أبدًا.
فلتعلمي، يا مريم، أن غيابك يجعلني ضائعًا، أنينًا يمشي على الأرض، وظلاً بلا ملامح. أنتِ وجودي، ومعكِ فقط أجد نفسي، أتنفس الحياة، وأرى العالم بأجمل صورة قد تُخلق.