اللقاء الأول,عجباً لقد مَضَت ثلاث سنوات وأنا أنتضر هذا اللقاء بشكل لا يُصَدَق, حتى اذكر انِي كدتُ أفعل المستحيل من أجل تحقيق هذا اللقاء, والآن يأتي اللقاء بصدفة لا يمكن تخيلهاأنا اعرف نفسي, عندما أنام متأخراً في الليل بعد سهر حتى الساعة السادسة صباحاً لا يمكنني ان استيقض قبل الساعة الخامسة عصراً .. نعم فأنا مزعج جدا في نومي .. حتى أمي دائما ما تنزعج لهذا الأمر!لقد مظى أيضاً اكثر من خمسون يوماً ونحن لا نتحدث الى بعض!وفي اليوم الذي يجب أن أستيقض متأخراً لانني كنت سهراناً ولم استطع النوم حتى الساعة السادسة صباحا, أستيقض فيه الساعة العاشرة صباحاً وكأنَ هُناك شيئاً يُناديني!ماذا يحدث؟ لماذا استيقضت مبكراً؟ أنا فعلاً أشعر بالتعب الشديد ولكنني لا أستطيع العودة للنوم كعادتي!يا الهي أجلب العواقب سليمة,أتصلت بأبي لاتكلم معه فقد افتقدته كثيراً. وعند أنهاء مكالمتي مع أبي قد وصلتني فوراً رسالة جديدة.أنها هيَ, يا الله كم كُنتَ كريماً معي! شكراً يا الله على هذا الشيئواذا بها بعد حديث طويل وافقت ان نلتقي عند الساعة الثامنة ونصف ليلاً.وانهينا الحديث عند الساعة الثالثة واربعون دقيقة بعد الضُهر.حسناً لن أخفي بعض الحقائق هذه المرة. سأسرد ما حدث معي بالضبط من الساعة الثالثة واربعون دقيقة وحتة الساعة الثامنة ليلا قبل خروجي من المنزل متوجهاً الى المكان الذي اتفقنا ان نلتقي به. أنا وهيَ وأمها لسبب ما ..
حسناً لن أكون أحمق واذكر سبب اللقاء لأنها بالكاد ستقتلني ولكنه لنفس السبب الذي جعلني أتعرف عليها
يا الهي هل هذا القدر! أم أنا مجرد أحمق أفكر بطريقة سلبية دوماُحسناً لقد أنهيت عِلبة العطر وانا أُعَطِر بها نَفسي ملابسي .. لطالما كان دوماً يَخبرني أبي بأنني مجنون في أستعمال العطر, ولكن ليس هذه المرة .. لقد كُنت استخدم العطر ولا اشعر بما افعله حتى اكتشفت ان علبة العطر المفضلة لدي قد انتهت.لقد مسحت كل أحذيتي بِدِقة متناهية .. وجربتها واحداً تِلوَ الآخر وكُنتُ متوتراً جداً.لقد جربتَ كُلَ ملابسي حتى انتقيتُ الأجمل منها .. ومن شِدة فَرَحي لقد ذهبتُ للحمام لأغتسل ومن دون أن أشعر أغتسلت بالماء البارد في هذا الشتاء القارص, نعم فلقد كان يومها درجة الحرارة سالِب واحد .. ولكنني عندما شعرت بالماء البارد لم اتوقف حينها, بل مضيت ومضيت حتى أنتهيت.خَرَجتُ من الحمام وذهبتُ مسرعاً الى هاتفي لأرى كم الساعة الآن … أنها السادسة وخمس وخمسون دقيقة .. لم يتبقى الكثير من الوقت .. ذهبت وأرتيدتَ ملابسي وقمت بتعديل شعري ونضرت للمرآة ما يقارب الخمسون مرة .. وكل مرة أنضُر بها للمرآة أكتشف شيئاً جديداً او خطباً ما واقوم بتعديله, .. في هذه الاثناء منذ الساعة الثالثة وأربعون دقيقة وحتى لقائي بهم أنا لم أقُم بتدخين السجائر رغم أني كُنت في أشد حالات التوتر.ومالي الا أن أكتشف أنها الساعة الثامنة مساءاً .. يا الهي وكأن الوقت يجري بكُلِ سُرعَتِهِ وأنا أمشي كلسلحفاة.انهيتُ كل شيء بسرعة وخرجت من منزلي متوجهاً لِمُكان اللقاء الذي اتفقنا عليه .. لقد أتفقنا ان يكون لقاءنا في الساعة الثامنة ونصف, ولكني وصلت قبل الموعد ب اثنا عشر دقيقة.لقد كُنت جالِساً على الكرسي وقدماي يرتجفى بقوة, وكأنني أُصِبتُ بالشلل, ولكن هذا من شدة التوتر.. حينها طلبت قهوة سادة ولكن يديَ كانت ترتجف عندما مسكتُ الفنجان.يا الهي, ماذا حدث لي … يا الهي أبعد عني هذا التوتر لايمكنهم رؤيتي بهذا المنظر وكُل جزء في جسمي يرتجف. .. حتى اني بدأتُ أتلوا آيات من القرآن الكريم.وكلما اقتربت الساعة الثامنة ونصف كلما زاد القلق والتوتُر. وكلن لِحُسن حضي لقد كان طريقهم مزدحم جداً وتأخروا كثيراً .. بدأتُ حينها أقرأ بعض الحقائق عن مسلسلي المفضل من محرك البحث قوقل في هاتفي حتى استطعت التخلص من كل القلق بداخلي. وأذا فجأة بقلبي ينبض بشكل غير طبيعي وأنا أقرأ
فأستدرت نحو باب الدخول فأذا بالملاك تدخل هيَ وأمها ويقتربون مني اكثر وأكثر وأكثر وأكثر واكثر … حتى أني شعرت حينها بهذه الثواني وكأنها ساعات وانا أنضر اليها تقترب مني
.. ولكن الحمد لله حينها كان التوتر قليل جداً وبعد حديثنا الذي كُنتُ مستمتعاً جداً به قالت أمها دُعابة جعلتنا نحن الثلاثة نضحك وحينها زال كُل التوتر وشعرت بالأرتياح حينها. ثم قالت هذهِ الملاك التي كانت تجلس أمامي وأمام أمها: “أنا آسفة لأنني تأخرتُ عن الموعد, ولكن الطريق كان مزدحم جداً” فقلتُ أنا حينها “لا تقلقي حيال هذا الشيء, أنهُ لمن دواعي سروري أن أتَشَرَف بلقاءكم” ثُم قُلت في قلبي “شكراً لأنكم تأخرتم.. فلولا تأخركم لكنت حينها قلقاً جدا جدا ولكن الحمد لله زالَ قلقي”اللقاء الأول .. لقد كان أشبه بأعادة أحيائي من الموت الى الحياةاللقاء الأول .. لقد كان أشبه بشيئ قام بأخذي من الظلام الى النورياللهول, شكراً لكِ لقبول هذا اللقاء .. لقد كُنتِ سبباً في أسعادي وجعل يومي مميزاً لدرجة أنني لم أنم يومها, لأنني لا أريد أن اشعر بأنتهاء هذا اليوم.ولكن رغم كل هذا الا أنها لم تحبني يوماً, لا بأس ولكن هكذا هيَ الحياة .. ولكن كل ما أعرفه هو أنني لن أندم على حبي لها حتى وأن كُسِرَ قلبي, فالكثير من القلوب ألتي أحبت بصدق قد كُسِرت. حتى قلبها الذي أحب بصدق قد كُسِر, أذا فنحن متعادلان.