إلى مريم، التي تسللت إلى عمق روحي وكست أيامي بلون خاص لم أكن أعرفه من قبل.
اعلمي أن كل من أحبوكِ رأوا فيكِ جوانب زائلة؛ بريق جمالك، همسة عطرك، تلك التفاصيل التي تتلاشى مع مرور الزمن. لكنني، يا مريم، أحببتكِ بما هو أبعد من المظاهر، أحببتكِ كما لم يعرفكِ أحدٌ من قبل. أحببتكِ لأنتِ، بكل ما تحملينه من تفاصيل، حتى تلك التي لم تكوني أنتِ تلاحظينها. رأيت فيكِ الطفلة، والمرأة، والحلم الذي لا ينتهي.
. ومع ذلك، كنتِ أنتِ من اختار الفراق، أنتِ من أفلت يدي وأنا أمسك بها بكل ما أوتيت من حبٍ وقوة.
لقد كنت مستعدًا لأن أهجر العالم وأحلامي، أن أصنع منكِ أميرةً تُرفع لها القبعات وتُحنى لها القلوب. أردت أن أخنق الكون بأسره فقط كي لا تعبرين لحظة حزن، كي أرى ابتسامتك تتفتح كالورود في فصول الربيع. أحببتك بكل صدق، صدق لا يعرف التراجع ولا التردد، نيتي كانت أنقى مما يمكن أن تلمسيه أو تتخيلينه. لم تدركي يوماً ماذا يعني أن يُحبكِ ماجد، أن يُحبك بجنونٍ يجعله مستعدًا ليقتطع من روحه ويهديكِ كل ذرة من الفرح.
كنت على استعداد أن أفعل المستحيل، أن أتخطى كل الحواجز، أن أجد لكِ نجمة في السماء وأهديها لكِ فقط لأرى عينيكِ تتوهجان بالدهشة. لكن ماذا فعلتِ أنتِ؟ ماذا اخترتِ يا مريم؟
لو كانت تحبني بصدق، لكانت تحدثت مع والديها، لقالت لي: “تعال يا ماجد، جابه العالم وحدثهم بنفسك”… يامريم لو طلبتِ مني أن آتي لأقف أمام عائلتكِ، لأتيتُ إلى تونس في لمح البصر. لكنكِ لم تفعلي.
تذكري أنتِ من تخلى عن هذا الحب وليس انا، لم تمنحيني فرصة لأبرهن على استعداد قلبي لكسب حب عائلتك ورضاهم.
يا معشر الرجال الاوفياء، قد أحببتها بطريقة لا يستطيع حتى الخيال نسجها، بقوة لن تصلوا لها في قصصكم. ومع ذلك، كانت تلك الرسالة المخفية منها، الوداع الذي قال لي: “ماجد، لم أكن لك كما كنت لي”.
ورغم كل هذا، قلبي هادئ وضميري مرتاح؛ لأنني أحببت بصدقٍ وعطاء، وكنت مستعدًا أن أكون لها الكون كله. فإذا أحببتم، أحبوا بصدق، لأن هذا الصدق هو وحده ما يريح القلب ويحفظ الذاكرة ناصعة ويبقي ضميركم هادئا
وأنا اليوم، يا مريم، رغم كل شيء، أدرك أن الحب الصادق لا يضيع سدى. اعلمي أنني أحببتكِ بصدقٍ لن تعرفيه من أي رجل آخر، ولن تكوني يومًا في قلبٍ يحميكِ كما فعلتُ أنا. لكنني أيضًا أعلم أنني استحق من يقف بجانبي كما كنت أقف بجانبكِ .. أستحق ان يحبني احد كما احب انا، من يرى فيَّ كل ما رأيته فيكِ.